آخر المشاركات

الثلاثاء، 23 يونيو 2015

اغتيال ناشطة ليبية يثير تحركاً دولياً لكشف القتلة


اغتيال ناشطة ليبية يثير تحركاً دولياً لكشف القتلة

انتصار البرعصي (مدرسة الحياة)

أعدت منظمة WO=MEN (وو=مين) الهولندية عريضة طالبت فيها البرلمانات الوطنية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، بفتح تحقيق مستقل للاقتصاص ممن اغتال الناشطة الليبية سلوى بوقعقيص، أواخر حزيران (يونيو) الماضي، في مدينة بنغازي شرق ليبيا.

ونشرت المنظمة عريضتها عبر موقع avvaza (أفازا) المعني بإيصال السياسات التي يدعمها المواطنون إلى دوائر صنع القرار، لتجمع قرابة ستة آلاف صوت في 22 يوماً.

وكان اغتيال بوقعقيص أشعل غضب الشارع، إذ اقتحم مسلحون منزلها وأطلقوا النار عليها، فأردوها قتيلة، ثم اختطفوا زوجها عصام الغرياني، وهو أحد أعضاء المجلس البلدي للمدينة.

ولم يكن مقتل بوقعقيص أول عملية من نوعها في بنغازي، التي اعتادت الاستفاقة يومياً على حادثة اغتيال أو أكثر، لرجال جيش وسياسيين وصحافيين ومحسوبين على هذا التيار أو ذاك، لكنه استمد خصوصيته من أنه استهداف لامرأة وسط بيتها.

وفي غياب التحقيقات، بعد توقف العمل القضائي ومراكز الشرطة في بنغازي، تربط روايات غير رسمية لنشطاء على موقع "فيسبوك"، اغتيال بوقعقيص بمداخلة تلفزيونية لها على إحدى الفضائيات الليبية.

وجاء في العريضة الهولندية: «بصدمة بالغة استقبلنا خبر الاغتيال الوحشي للمحامية والناشطة السياسية والحقوقية سلوى بوقعيقيص، بعد أن اقتحم خمسة مسلحين منزلها». ولفتت إلى أن مقتلها "جاء كتحد صريح وواضح لمواقفها المدافعة عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان".

وكانت بوقعقيص ناشطة في ميدان حقوق المرأة، ولعبت دوراً سياسياً قيادياً في الثورة الليبية عام 2011، إذ كانت عضواً مؤسساً لأول جسم سياسي بعد الثورة، وهو ائتلاف 17 فبراير، ومن ثم عضواً في المجلس الوطني الانتقالي. وتولت مهمات نائب رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني في ليبيا عام 2013، وساهمت في تعزيز دور المرأة في تلك المرحلة من التغيير، بحسب شهادات من نشطاء شاركوها مشاريع سياسية وحقوقية.

وورد في العريضة أن جريمة اغتيال بوقعقيص "ستتسبب في الحد من دور المرأة والمنظمات النسائية في ليبيا والشرق الأوسط عموماً"، وأن المنظمة «تواصلت مع المجتمع الدولي والحكومة الليبية لأجل فتح تحقيق في قضية اغتيالها، عن طريق جهة مستقلة للعثور على القتلة وتقديمهم للعدالة".

ويشير مروان الطشاني (أحد الأعضاء المؤسسين مع بوقعقيص لائتلاف 17 فبراير) إلى خسارته مؤسساً آخر للائتلاف هو عبدالسلام المسماري الذي اغتيل في تموز (يوليو) 2013.

ويكشف الطشاني أن يوم جنازة المسماري لم تخف بوقعقيص خشيتها من أن تطاول الاغتيالات الجميع، إذ قالت لي "الأوغاد لن يتركوا أحداً". ويضيف متوجهاً إليها: "خلق فراقك في نفسي وحشة غريبة، وسكن قلبي حرقة وألم لا يتوقف، ولازمني شعور بالقلق والخوف والرعب".

ويتابع في رسالة إلكترونية جوابية على سؤالنا إياه عن سلوى بوقعقيص: «أيام الثورة عندما تفتر عزائمنا، وتخف حماستنا، كانت كلماتك وابتسامتك كافية لنجمع قوتنا، ونطرد خوفنا. إن فقدان سلوى هو فقدان للحلم، فقدان للوطن، فقدان للأمل»، مشيداً بالمبادرة الدولية.

ويقول الكاتب عطية الأوجلي: "مقتل السيدة سلوى مثل كل البشاعات التي تمر بها ليبيا، فهو قتل واغتيال واعتداء على النفس، وعلى البيوت والأسر، والقيم الإنسانية التي نحلم بها». ويشيد بالمطالبة بإجراء تحقيق دولي في مقتلها، معتبراً الأمر "خطوة نحو إنصافها وإنصاف كل الأسر التي فقدت أحدها كضحية للعنف السياسي الأعمى".

ويذكر الأستاذ الجامعي المبروك سلطان أنه عرف سلوى بوقعقيص من خلال وسائل الإعلام، أثناء وقفات المحامين التضامنية مع عائلات أسر ضحايا حادثة سجن بوسليم، التي أودت بحياة 1200 سجين سياسي، عام 1996، وقد تولت بوقعقيص القضية في عهد القذافي. ويصفها بأنها كانت "محامية قديرة، تمتلك الشجاعة والمعرفة، وشكّل اغتيالها صدمة للمجتمع الليبي بأكمله". ويجزم سلطان بأن الاغتيالات "باتت تصفية لنخبة ساهمت في التأسيس للثورة، ورموز حركية، وأرقام مهمة في المجتمع الليبي، في مدينة الثورة بنغازي".

ويلفت الناشط السياسي جلال الكوافي، الذي عرف بوقعقيص في الأيام الأولى للثورة، إلى تشكيلها قيادة مبكرة للثورة من بنغازي، "استطاعت تسيير أعمال مدن الشرق التي انضمت للثورة، وانبثقت منها مجالس لتلك المدن، ومن تشكل المجلس الوطني الانتقالي عام 2011".

ويؤكد الناشط الحقوقي عادل الطلحي أن "من قتل بوقعقيص كان يهدف إلى إسكات الكلمة بالرصاص"، ملمحاً إلى مسؤولية ما سماه "التيار اإسلامي المتشدد"، عن الاغتيالات.

الجدير بالذكر أن "وو=مين" الهولندية مكونة من نحو 70 منظمة، فضلاً عن أفراد التزموا المشاركة المتساوية للنساء والرجال في جميع أنحاء العالم.

الاثنين، 14 يوليو 2014

قصة قصيرة

انتحار

إنتصار البرعصي




لم يتعد عالمها خزانة ملابسها ... حقيبة مكياجها وهاتفها الذي لا يتوقف عن الرنين...
تستيقظ متذمرة تملأ الحجرة المكتظة بالأجساد التي أنهكها السهر وأتعبتها ظروف الحياة الصعبة بالضجر والاستياء...

كان الوضع أصعب من أن يخنق بقاتل أمل مثلها تعلن استيائها وتلعن الدنيا مرات عدة بألفاظ مختلفة وموزونة تبتدعها لتحرمنا رائحة قهوة الصباح، تصر أن تحمل الموضوع التافه ذاته نفس الحمل، على الرغم من أني لم أكمل يومي الثالث رفيقة لهن بذات الغرفة إلا أنها تفضح كل ما تحس به بشكل مبالغ فيه عنوة تريد اقحامنا معاركها الواهية مع الهواء ...

تذرع الغرفة بخطاً توترني تتأفف تفتح باب خزانتها مرات ومرات تطلب وتعيد ذات الطلب... أبحث عن شيء أنهي به حياتي... أريد أن أموت ... تمد يدها لزجاجة دواء على طاولتي "منظف أسنان" تقلبها لجهلها بالانجليزية لا تعرف ما هي تنظر إلي ترشقني بنظراتها الحادة... أتراها تقتل... أبتسم ابتسامة صفراء غير مصدقة لنيتها وأسحب الزجاجة من يدها لأخبئها في خزانتي. في واقع الأمر المادة سامة ربما تجرع الزجاجة كلها قد يؤدي بها إلى تسمم جزئي.

خيالها خلفي يزعجني، تستمر في حملة التذمر تلك في لحظة خاطفة تتجه لباب الشرفة لم أخبركم نسيت... نحن نسكن بالطابق الثالث... تفتح بابها بقوة لتفزع زميلتنا التي كانت تطبخ في الشرفة ..آسفة نسيت أن أخبركم أيضاً أن لا مطبخ لدينا... ثم ترمي بنفسها من الشرفة صراخ زميلتي التي كانت بالشرفة وتسمرها صعقني كانت تنادي بأعلى صوتها... اثنين من زميلاتي كن معي الغرفة لم يحركن ساكنا أحدهما أدارت رأسها ثم عادت للكتاب الذي تحمله تكمل ما كانت تقرأ والأخرى اكتفت بقول استغفر الله العظيم... بينما انتابني الرعب جمدت مكاني خفت التقدم لكن وسط هذا الجمود توجهت للشرفة بقفزة مفزوعة ولو أنها تأخرت... خفت أن أطل من الشرفة لأرى جسدها المهشم أو رأسها المتناثر ...

وجدت تلك التي قفزت وجسدها ملقا خارج الشرفة ويداها تتشبثان بحائط الشرفة من الخارج تهدا روع من تصرخ خوفا أمامها وضحكتها اللامبالية تضرب قلبي بقوة...
همست لنفسي سحقا لك أفزعتني...  لتقول أنها تروح عن نفسها بلعبتها التي تفضل... وتضيف لا تقلقي سأظل أسخر من الموت حتى أموت ... 

  

الثلاثاء، 25 سبتمبر 2012

بورصة الحمام وطيور الزينة في ليبيا



بورصة الحمام وطيور الزينة في ليبيا



تحقيق/عبد السلام الزغيبي
الكاتب يسجل ملاحظات الحاج عمران
 تصوير/فرج بن حسونة

 (كم عطوه..هل الزوج؟ عطوه فيه 100 دينار وانا نبي نطلقه بـ 200 دينار!!)  كثيرا ما تسمع هذه الصيحات في سوق الحمام. وهكذا حتى يتم الاتفاق بين البائع والشاري، وبين الشاري والبائع يفتح الله..!! .

للحمام في السوق الليبي أنواع وأصناف وأشكال وأسعار، ولكي اتعرف على عالم  الحمام في ليبيا.  قمت بجولة داخل وخرجت من هناك بهذه المعلومات والطرائف.

التقيت الحاج عمران، وابنه الطالب في المرحلة الاعدادية (فرج)، بسوق الحمام داخل مقر كتيبة الامن في بنغازي، وقد علمت أن موقع السوق السابق والذي كان يقام في منطقة سوق الرويسات قد تغير.
يقول الرجل السبعيني ( الحاج عمران) الذي شغف بهواية تربية الحمام مثل أبيه!... وهي هواية لها عشاقها رغم متاعبها..إن هناك انواع وأسماء وأشكال كثيرة للحمام، منها الحمام الكينج، ويصل سعره الى 100 دينار ليبي للزوج، والحمام الميني كينج، الذي يصل سعره الى 150 دينار ليبي.

بعض أنواع الطيور بسوق الحمام - بنغازي
والحمام الهنداوي المسرول (سروال في رجله!) ويصل سعر الزوج حتى 500 دينار ليبي!. وهناك الحمام المقطوم ويتميز بقصر فمه، ومنه المقطوم العادي ويصل سعره الى 50 دينار للزوج، والمقطوم حب الرمان، ويصل سعر الزوج حتى 300 دينار، وهناك الاسباني ويتميز برأسه الطويل وسرواله الطويل، وحجمه الصغير، وهذا النوع يمكن ان يصل سعره الى 700 دينار ليبي وأكثر!!. والمقطوم الكوري، المستورد من كوريا، وهو صغير برأس كبير وسعر الزوج يصل الى 150 دينار ليبي للزوج. والمقطوم بوفرفلة، والمقطوم بو كردومة، الى جانب المقطوم (شباشب) ولهذا النوع قصة سوف نحكيها ضمن هذا التحقيق لاحقا.

كما وصف لي الحمام الكيرلي الذي يتميز بجماله وبريشه علي باقي الحمام وقد يصل سعره الي 70 فما فوق، وارتفعت أسعار الحمام حين تحدث عن الحمام البخاري والذي يصل سعر الزوج الي المئات وحسب المعلومات، قد وصل سعر الذكر الي 300 دينار ليبي.

عربي وأوربي
ويضيف الحاج (عمران) قائلا، ان الحمام الزاجل الاوروبي سعره مختلف قد يتراوح من 15 دينار الي 1500 دينار علي حسب نوعه وجودته، وميزته انه اذا تربى عندك ومن ثم بعته يرجع اليك حتى من ابعد المسافات، لا ينسي المكان الذي تربي فيه.

وعرج ليذكر الحمام الشقلاب المشهور في كل انحاء ليبيا وقد يصل سعره من 15 دينار، ويصل كحد أقصي الي 70 دينار، ويوجد منه أنواع، نوع يسمي الشقلاب التلجي (لونه ابيض مثل التلج) وسعره من 140 دينار وما فوق والشقلاب العادي، وسعره تحت المائة دينار ليبي. وهناك الشقلاب البلجيكي واليمني.

وباستمراره ذكر أنواع أخرى تحدث عن الحمام النفاخ، والذي يصنف لأنواع ودرجات وسعره يتراوح من 100 الي 1000  دينار علي حسب نوعه ومنه، النفاخ ذو الرقبة، وكذلك نوع منه يسمى "خنافر" ويتميز بأنفه المعكوف، وقد أطلق علي نوع منه (الحمام  اليهودي)، لأنه قادم من غزة، حيث قام احد الهواة بجلبه من غزة الفلسطينية عبر الانفاق مع مصر، حسب ما يقولون!!. وهناك الحمام الخنافر القادم من إيطاليا وحدث ان تم تهريب بيض من هذا النوع من ايطاليا الى ليبيا، بواسطة احد المغرمين بهواية تربية هذا النوع من الحمام!.

ومن الانواع الاخرى في سوق الحمام الليبي، الحمام، الهزاز، والحمام السوريلي، وهو كثير الريش في وجهه. ومن الانواع المميزة، الحمام التركي القلاب، الذي يستطيع عمل 5 قلبات متتالية في الجو والأرض.
فراخ للبيع صحبة أمها
 اما انواع الحمام العربي، فهي المكاوي اليمني، وهو جميل الصوت، ويباع بسعر يصل الى 100 دينار، والمكاوي العادي ويباع بأسعار زهيدة.
 وفي سوق الحمام الليبي الكثير من الحمام المهجن، حيث قام هواة تربية الحمام بتهجين حمام( ميني كينج مع مالتيزي).
ويتحدد سعر بيع الحمام في بورصة سوق حمام ليبيا، حسب نقاوة الفصيلة ولون الحمام وحسب الشوشة والسراويل!!.

وأمراض الحمام قليلة فمادام غذاؤه نظيفاً وماؤه متجدداً فلا يخشى عليه من أي مرض. ويمكن تربية الحمام في جميع المناطق ولا يتأثر إنتاجه ولا يختلف في جو عن آخر.

ويختم مربي الحمام ( الحاج عمران) حكايته بالقول، انه يتم جلب الحمام من عدة دول عربية وأوربية مثل سوريا والأردن وفلسطين والأردن واليمن وايطاليا ومالطا وبلجيكا وتونس. ومن الطرائف الذي يرويها الحاج عمران ان احد هواة تربية الحمام في ليبيا ذهب لمصر واستجلب حمام نوع مقطوم شباشب، وقام بتربيته في ليبيا، لكن الحمام رجع الى الاسكندرية عند صاحبه القديم!!!. ولا تخلو هواية تربية الحمام من مشاكل بين الهواة، تصل الى المشاجرات والمعارك، واحيانا الى المحاكم للفصل في ملكية نوع معين من الحمام، ويحضر الطرفين شهود، لتحديد صاحب الحمام الحقيقي!!.

نوع من أنواع الببغاوات لدى أحد الباعة بالسوق
وفي سوق الحمام يوجد سوق مواز لطيور الزينة، وهي الطيور المغردة مثل طائر الكناري، ويصل سعر الذكر الى 80 دينار والأنثى الى 50 والزوج الى 200 دينار تقريبا. والحسون (الكارديلو) ويتراوح سعر الذكر من 20 الى 30 دينار، اما الببغاء فيصل سعره الى 300 دينار ليبي للزوج. وهناك طائر الزيبرا الهندي ويتراوح سعر الزوج من 20 الى 100 دينار للزوج الواحد، اما طير (الفادجو) ومنه البينو، والباندا فيصل سعر الزوج الى 50 دينار وأكثر للزوج. وتمت في ليبيا عملية تهجين بين ذكر من فصيلة الكارديلو وأنثى من فصيلة الكناري ينتج عنها طير جميل اللون يعطي 12 صوت مختلف، يصل سعره الى 150 دينار ليبي. ويتم استيراد طيور الكناري من مالطا وتونس ودول اوروبية عدة.
الحمام عبر التاريخ
وقد جد الحمام على هذه الأرض منذ 20 مليون سنةً أي قبل أن يأتي الإنسان! بدأ الإنسان في أسر الحمام سواء للأكل، أو للتّسابق، أو لحمل الرّسائل، ونتيجة لتربية الحمام وأسره وتعاقب الأجيال حصلنا على مثل هذه التشكيلة العريضة من الحمام بألوانه وأشكاله المختلفة.
 الحمام يختلف عن بقية الطيور بكثرة أنواعه وتباين عاداته، وهو منتشر في جميع أنحاء العالم، ويكثر في البلاد الحارة ويعيش أيضا في البلاد الباردة، وذلك لأن طبيعته قوية. ويكاد يكون شبه مستحيل ألا تشاهد الحمام في أي بلدة أو قرية أو مزرعة فأسرابه تتواجد في كل مكان. والحمام من الطيور الجميلة التي عرفت في حضارة الفراعنة وتوارثوا تربيته والعناية به، وقد عثر على رسومات الحمام منقوشة على الآثار المصرية القديمة التي ترجع إلى أكثر من 3000 سنة قبل الميلاد. كما وجدت الكثير من الآثار والرسومات والنحوت لدى الحضارات القديمة لأوروبا وآسيا والشرق الأدنى.

وفي الفن القديم استعمل الحمام كرمز للحب والإخلاص ورمز جامع للحكمة والفهم. ويعد الحمام أكثر أنواع الطيور اقترابا وآلفة من الإنسان، ويعتبر كذلك رمزا للسلام ويعمر الحمام جميع أنحاء العالم.
يعتبر الحمام رمزاً للسلام، وقد خلده الشعراء، وقديماً كان بريد العرب، وهو رمز للحنين إلى الأوطان وله سلالات عديدة تتجاوز المائة.

هناك أكثر من 300 شكل من اشكال الحمام في العالم يعرف منها في ليبيا فقط حوالي 80 شكل. وفي ليبيا عرف تربية الحمام منذ زمن طويل، وكانت في البداية هواية تحولت مع الوقت لتجارة رائجة تدر على اصحابها دخل معقول قد يتيح له شراء سيارة أو تأثيث بيت الخ...



الاثنين، 27 أغسطس 2012

فتاة تنقذ والدها من الموت والتعذيب بعد أن احتجزه تشكيل مسلح


فتاة تنقذ والدها من الموت والتعذيب بعد أن احتجزه تشكيل مسلح

تناوب على ضربي من 8 إلى 11 أشخاص بالعصي وكابل كهرباء

أخبرني أحدهم أنه سيساعدني على الهرب ووشوشني "أنا طير خضر"



قصة واقعية

تكررت حالات التعدي على حقوق المواطنين في ليبيا بانتشار السلاح والمجموعات المسلحة غير المنظمة وغير المختصة في الضبط أو التحقيق في كل المدن الليبية دون استثناء، وفي غياب القانون صار الاقتصاص من مرتكبي هذه الجرائم أمرا صعبا.

وقد التقيت شخصا تعرض للاعتقال والتعذيب آثرت أن لا أذكر اسمه، وكان رجلا يبلغ من العمر 62 عاما، تعرض للاعتقال على يد مجموعة من المسلحين يتراوح عددهم بين 7 إلى 8 أشخاص، حيث اقتادوه من مكتبه المختص في تأجير العقارات وبيعها، وطلبوا منه أن يذهب معهم بدعوى أن لديهم أمرا من النيابة بالقبض عليه، وقد قامت ابنته وهي محامية بالبحث عنه، والتفاوض مع من احتجزه رغم تعرضها للتهديد لإطلاق سراحه.

وعن تفاصيل ما حدث قال ضيفنا "اقتادوني ليلا حال القبض علي لمكان مظلم - جهة القوارشة – ومررنا بطريق مظلم حفت جانبيه أشجار كثيفة، وقبل أن نصل المكان وضوا كيسا على رأسي، ومن ثم أنزلوني بمبنا إداري، وبدأوا بالتحقيق معي أخذوا هاتفي واخبروني أن لدي اتصالات ورسائل عبر الهاتف بمجموعة من الأشخاص وأني طرف في شبكة تخريبية، مع العلم أن كل الرسائل في هاتفي لم تكن تشير لأي شيء مريب، وقاموا بسؤالي عن كل اسم موجود بهاتفي وأخذوا تفاصيل عن علاقتي به، ومن بين من وجدوا من أسماء أصدقاء لي بطرابلس كنا زملاء نعمل سوية حين كنت ملتحقا بالجيش منذ سنوات، وقاموا بسبي واهانتي بكل الألفاظ غير اللائقة التي كان يتقاذفها علي كل من كان بالمكان، ومن وقت لآخر كان يشير أحدهم بأن يسمحوا له بأن يطلق علي النار ولا يتعبوا أنفسهم في التحقيق معي، واستمر التحقيق بأن يجبروني على الزحف على الأرض، بعد أن يطلبوا مني أن أرفع بنطلوني لما فوق الركبة والضغط علي بالتهديد والشتم".

وأكمل كلامه "من بين الأسماء الموجودة بهاتفي ركزوا على أحدها وطلبوا عنوانه، وكان شخصا لا تربطني به معرفة قوية يسكن في عمارة تسكن بها خالتي، وسألوني عن عنوانه فأخبرتهم به، ذهبوا ليحضروه فلم يجدوه، فعادوا ليطلبوا مني الاعتراف بأني تابع لشبكة تخريبية، وهذه المرة وعدوني بأنهم سيوفرون لي حراسة مشددة بأكثر من أربعة عناصر مسلحين يرافقونني ويحرسون منزلي".

ذاكرة لا تنسى الألم
روى لنا ضيفنا بألم ذاكرة لم تنسى أدق التفاصيل مسترجعا كل كلمة قيلت له قائلا "من بين التهم التي وجهت لي أني كنت ملتحق بالجيش وكنت في معسكر قاريونس، واتهموني بأني تابع لمثابة داخل المعسكر اسمها القدس، مستدلين بأني أطلقت هذا الاسم على مكتب تأجير العقارات الذي أملكه، وقد أنكرت علاقتي بهذه المثابة ونفيت وجود علاقة بين اسم مكتب عقاراتي وتلك المثابة، لكن اتهاماتهم لي استمرت، كما وجهوا لي تهمة إدخالي 75 صاروخ لتدمير المحكمة وما حولها، فأجبتهم بأن أقاربي وبناتي يسكنون في تلك المنطقة، كما قالوا لي أنهم قاموا بالقبض على الشبكة وهي من أخبرتهم بمشاركتي في أعمالها فطلبت منهم أن يواجهوني بهم، لكنهم سكتوا، وباستمراري إنكار التهم الموجه اقتادوني "للفلقة" والتي تمثلت في تقييد رجلي في بندقية وثبتوا أقدامي بحزامها، ومن ثم تناوب على ضربي من 8 إلى 11 أشخاص بعضهم بكابل كهرباء 4 مل، فيما قام آخر بضربي بجزء من إطار باب إحدى الغرف، والذي تكسر فوضعه على اثنين، وتكسر فضمة إلى أربع، ومع استمرارهم بضربي اشتد بي الألم فقمت بضم رجلي، وإثرها ضربوني بشكل عشوائي على جسدي ما أدى إلى إصابتي بشكل بليغ بأحد جنبي، وبعد أن بدأت قدمي بالنزف بللوها بالماء وأحضروا كيس مليء بالملح ووضعوا رجلي به، كنت أتوقع أن تصيبني الآم شديدة إلا إني استغربت أني لم أشعر بشي مطلقا".

تمكنا من رؤية أثر الزحف بركبتيه، ورجليه بعد 13 عشر يوما من احتجازه والتي لم تزل رغم أخذه أدوية ومضادات لعلاج التقرحات التي أصابته.

وقد أكمل الرياني حديثه عن الإصابة التي تعرض لها في جنبه حيث بدأ الالتهاب يتمدد حتى اتسع لرقعة كبيرة عجز بها عن التقلب، ولعدم قدرته التحمل طلب منهم أن ينقلوه للمستشفى ليعالج، وأخبرنا قائلا "دخلنا للمستشفى، وكانوا بالقوة يوقفون الناس ليمروا، كما لم ننتظر حتى يحين دورنا لندخل لغرفة الكشف للطبيب، وإنما بالقوة أدخلوني ولم يسمحوا لي بالحديث مع الطبيب عن أسباب إصابتي، فقال من كان يراقبني بأني مصاب بالبرد، لكن خوفا من أن يتم تشخيص الحالة بشكل خاطئ اعترضت كلامه وقلت له إن السبب ليس إصابتي بالبرد، فشخص ببصره في مهددا، لكنه اطمئن حين أخبرت الطبيب أني تعرضت للإغماء وارتطمت بحافة طاولة وأصبت، لكنهم لم يحضروا لي الدواء بل اقتادوني لمكان احتجازي مجددا".

هددوني بالقتل فاكتفيت بقراءة القرآن

وأكمل قصته "كانوا يهددوني بالقتل والضرب بشكل مستمر بالتعرض لي جسدينا بالضرب ونفسيا بالسب والشتم" لكني اكتفيت بقراءة آيات من القرآن، وفي جزء آخر من التحقيق قالوا أن هناك من لديه معلومات تدينني وأرادوا أن يلتقوا بي لكنهم لم يسمحوا لي رؤيتهم، وحين إلتقيتهم بدءوا بالتحقيق معهم فاعترفوا أنهم يعرفوني، وأنهم وجدوا بحساباتهم 50 ألف دينار، كما أن الشخص الذي عملوا معه في البداية قال لهم "إذا اختفيت اذهبوا لفلان في بنغازي مشيرين لي" سبق وأن شاركت في الملتقيات التي كانت في عهد القذافي والتي كنا نحاول عن طريقها تقديم بعض الخدمات للشباب، وأنه سبق لي الظهور على شاشة التلفزيون، لم أنكر وأخبرتهم أن هذا كان يحدث بالفعل، كما استندوا في معلوماتهم إلى اتصالات وجدت بهاتفي بأناس من طرابلس كانت كلها أثناء فترة الأحداث، ونحن لنا أقارب هناك، وفي آخر اتهاماته سألني عن علاقتي بالتهديدات التي أطلقها الساعدي مؤخرا، وأخبرني "إن اعترفت على من معك فإننا لن نؤذيك وسنساعدك على الخروج".

وأكمل حديثه "عندما قبضوا على الشخص الذي بحثوا عنه سابقا ولم يجدوه واجهوني به، ويبدو أنه بعد الضرب والتهديد أخبرهم في حضوري بمعلومات مغلوطة عني بأني كنت أعمل لحساب القذافي، وأني متورط مع شبكة تخريبية، ومن ثم أخرجوه وأطلقوا سراحه وقالوا لي إذا اعترفت سنطلق سراحك، إلا أني واصلت إصراري ببرائتي كل التهم التي وجهت إلي".

مخمورون هددوني بالقتل
وعن التهديدات التي عرضت حياته للخطر قال "من بين ما تعرضت له أثناء احتجازي هو تكرر دخول بعض المخمورين من وقت لآخر والذين كانوا يهددونني بالقتل، وقد قام احدهم بخنقي حتى كدت أموت قائلا "عندي خوي مات في الجبهة" حينها أسلمت أمري لربي وتشهدت، وعلى مرأى منهم دون أن يحميني منه أحد، وفي أكثر من مرة كانوا يحشون بنادقهم بالرصاص ويسحبون الأقسام، ويخبروني أنهم سيقتلون، محاولين بذلك إجباري على الاعتراف، وحين عجزوا طلب مني أحدهم أن أكذب، ولإخافتي أكثر أخبروني أنه في المرحلة القادمة سيتم تعذيبي بالكهرباء، لكن هذا لا ينفي وجود أشخاص طيبين معهم اعترضوا على الطريقة التي تم تعذيبي بها".

وأضاف "حدث أثناء التحقيق أن كتب لي احدهم كلمات على ورقة ولرداءة الخط والأخطاء الإملائية التي كانت به لم أفهم ما كتب فسألته: ماذا تقصد، فأخبرني أنه يريد أن يخرجني ويساعدني على الهرب لمصر أو تونس، واقترب مني ووشوشني "أنا طير خضر"، ورفضت عرضه رغم خوفي من أن يؤذيني لو كان بالفعل مواليا للنظام السابق، وقد عرض علي أن أدفع له مقابل تهريبي فسايرته خوفا من أن يقوم بقتلي".

الاحتكام للعقل والقانون

كما التقينا ابنة الرجل الذي تعرض للتعذيب وكانت محامية لتحدثنا بما تعرضت له العائلة من ضغوطات فترة احتجاز والدها والتي قالت "تعرضنا للتهديد عبر الهاتف من قبل من اعتقل والدي، وكانوا يخبروني أنه يتم تعذيبه وطلبوا منا أن نعترف بتورطه ليسلموه لنا، وبسبب غياب الجهات القانونية توجت للصليب الأحمر لكن لم يستجيبوا لي، وقد التقيت والدي بعد اتصالات لي بالتشكيل أثناء احتجازه وكان في حالة مزرية، وهدأت العائلة التي كانت تريد استرجاعه بالقوة بعد أن علمنا بمكان اعتقاله خوفا من أن يحدث صدام مسلح، وكنت خلال تلك الفترة رغم خوفي على حياة وصحة والدي مصرة أن تتم استعادته بالطرق القانونية، وعندما توجهت للنيابة العسكرية لطلب المساعدة قالوا لي أن القانون خارج السيطرة، وتوجهت لوكيل النيابة الذي ساعد في إطلاق سراح والدي لمعرفتي الشخصية به، وإثر زيارتي قام ببعث قوة من كتيبة الإسناد للمطالبة بتسليم والدي للنيابة مؤكدين عدم شرعية اعتقاله كما تدخل عضو في لجنة حقوق الإنسان وآمر أحد التشكيلات العسكرية فرج العبدلي، ووفقا للقانون أحيل من النيابة للسجن العسكري، وتم الإفراج عنه ثاني".

وأكملت إبنة ضيفنا "حين قرأ وكيل النيابة محضر التحقيق المعد بواسطة الكتيبة تبين لي أن بعض ما كتب لم يكن من أقوال والدي فطالبت بإلغائها، كما تم استدعاء الشخص الذي سبق وأن استدعته الكتيبة المسلحة قبل وطلب الحماية أولا من وكيل النيابة، ونفى كل اعترافاته بتورط والدي، واخبره أن كل ما قاله كان تحت التهديد والضغط، وتم الإفراج عن والدي بعد أن خضع لطبيب شرعي عن طريق النيابة العسكرية، وقد قدمنا شكوى ضد المجموعة المسلحة، واعترفت تلك المجموعة بأنها لا تملك معلومات تدينن أبي، وتبيين أنهم متورطين بوشاية من شخص كان يرغب بالانتقام من والدي، كما قدمنا شكوى مدنية أخرى ضد الشخص الذي وشى بوالدي ظلما".

وأخبرنا ضيفنا عن تصرف التشكيلات المسلحة العشوائي قائلا "تصرفات هذه التشكيلات تمس سيادة القضاء وتستهين باختصاصها، حيث رفض من حقق معي إعطاء التقرير لوكيل النيابة بعد تسليمي لها، وقضيت ساعة واحدة لدى وكيل النيابة من ثم تم تحويلي للشرطة العسكرية"، ومشيدا بالأجهزة التابعة لمؤسسات الدولة قال "تمت معاملتي لدى الشرطة العسكرية ببروتوكولات الجيش المنظم المحترم دون أن يعترض لي أحد".

  فيما توعدت إبنة من احتجز وعذب "لو لم يقم القانون بأخذ القرار الحاسم والعادل تجاه قضية والدي فإني سأتخذ إجراء آخر خصوصا، مشيرة إلى أنها تعرضت للتهديد أثناء اعتقال والدها".

وتنضم هذه الأصوات لكل الأصوات المطالبة والمنادية بضرورة إعادة هياكل الدولة العسكرية والقضائية، والتي تضع حياة المواطن واحترامه وأمنه أول أولوياتها، دون استخدام للعنف أو التعذيب.