آخر المشاركات

الاثنين، 14 يوليو 2014

قصة قصيرة

انتحار

إنتصار البرعصي




لم يتعد عالمها خزانة ملابسها ... حقيبة مكياجها وهاتفها الذي لا يتوقف عن الرنين...
تستيقظ متذمرة تملأ الحجرة المكتظة بالأجساد التي أنهكها السهر وأتعبتها ظروف الحياة الصعبة بالضجر والاستياء...

كان الوضع أصعب من أن يخنق بقاتل أمل مثلها تعلن استيائها وتلعن الدنيا مرات عدة بألفاظ مختلفة وموزونة تبتدعها لتحرمنا رائحة قهوة الصباح، تصر أن تحمل الموضوع التافه ذاته نفس الحمل، على الرغم من أني لم أكمل يومي الثالث رفيقة لهن بذات الغرفة إلا أنها تفضح كل ما تحس به بشكل مبالغ فيه عنوة تريد اقحامنا معاركها الواهية مع الهواء ...

تذرع الغرفة بخطاً توترني تتأفف تفتح باب خزانتها مرات ومرات تطلب وتعيد ذات الطلب... أبحث عن شيء أنهي به حياتي... أريد أن أموت ... تمد يدها لزجاجة دواء على طاولتي "منظف أسنان" تقلبها لجهلها بالانجليزية لا تعرف ما هي تنظر إلي ترشقني بنظراتها الحادة... أتراها تقتل... أبتسم ابتسامة صفراء غير مصدقة لنيتها وأسحب الزجاجة من يدها لأخبئها في خزانتي. في واقع الأمر المادة سامة ربما تجرع الزجاجة كلها قد يؤدي بها إلى تسمم جزئي.

خيالها خلفي يزعجني، تستمر في حملة التذمر تلك في لحظة خاطفة تتجه لباب الشرفة لم أخبركم نسيت... نحن نسكن بالطابق الثالث... تفتح بابها بقوة لتفزع زميلتنا التي كانت تطبخ في الشرفة ..آسفة نسيت أن أخبركم أيضاً أن لا مطبخ لدينا... ثم ترمي بنفسها من الشرفة صراخ زميلتي التي كانت بالشرفة وتسمرها صعقني كانت تنادي بأعلى صوتها... اثنين من زميلاتي كن معي الغرفة لم يحركن ساكنا أحدهما أدارت رأسها ثم عادت للكتاب الذي تحمله تكمل ما كانت تقرأ والأخرى اكتفت بقول استغفر الله العظيم... بينما انتابني الرعب جمدت مكاني خفت التقدم لكن وسط هذا الجمود توجهت للشرفة بقفزة مفزوعة ولو أنها تأخرت... خفت أن أطل من الشرفة لأرى جسدها المهشم أو رأسها المتناثر ...

وجدت تلك التي قفزت وجسدها ملقا خارج الشرفة ويداها تتشبثان بحائط الشرفة من الخارج تهدا روع من تصرخ خوفا أمامها وضحكتها اللامبالية تضرب قلبي بقوة...
همست لنفسي سحقا لك أفزعتني...  لتقول أنها تروح عن نفسها بلعبتها التي تفضل... وتضيف لا تقلقي سأظل أسخر من الموت حتى أموت ...